.... ذكرى أمك يا ولدي

.... ذكرى أمك يا ولدي
أسمع يا ولدي... لقد كنت احلم بوصولك منذ ان تزوجت أمك ... بل وجدت أمك في شوق اكبر لقدومك .... لازلت اذكر أيام الحمالة وألوحام .... امتنعت أمك عن كثير من الملذات .... واقتصرنا مصاريفنا للحد ألأدنى ... لنوفر ما يناسب فرحة قدومك ..... وقدمت وفرحنا وفرح الجيران وشاركنا بعضهم في تجهيز الوليمة ... أني اذكر عمك ... عمك اتذكره ... لقد كان درعي وسيفي ... لا عليك ... انها دموع قليلة بحق ذكرى أخي ... المهم أنت لا تبكي ولا تتأثر فدموعك عندي غاليه ... نعود لذكرى اعرف انك تحبها كحبي لذكرها ... ذكرى أمك يا ولدي ..... ليس لها مثيل بهذا الزمان ... كان المقياس في وقتنا ل اختيار الزوجة يقاس بمدى استيعابها لان تكون زوجة ناجحة واهم تلك العناصر ... مهارتها بالطبخ وخدمة الاهل بالاضافة الى قدرتها على القيام بالاعمال الاخرى ومن اهمها حسن التدبير ...... وعدم رفع الصوت والحشمة في غير دلع وذل ... وكان وضع امك معي احسن من وضع امي مع ابي ...ف أمي الى ان ماتت لها ثوبان بالسنة ثوب للعيد الكبير وثوب للعيد الصغير ..وتبادل بينهما ..بالرغم من أن كر الجديدين قد أبلاء عبأتها فنشق أسفلها وانشق أعلاها ..وليس ذلك بخلا ..من أبي ..حأشاه ...أنما ..الاقمشة بذلك الوقت ياولدي غالية بل قل ..لم يكن من السهولة توفيرها ...أه تذكرت هناك ثوب ثالث خاص بالصلاة فقط لانه دائما طاهر ... احببت امك يا ولدي لطيبتها .. لعفتها ..... ل تبسمها ... لم تقل قط لماذا او ماذا ... أن ذكر الكرم تذكرتها وان ذكرت الطيبة والعفاف تذكرتها .. ان تجلت الانوثة وحنان الامومة فقد تجلت فيها .... لقد عوضت يتمي معها كما عوضت يتمها معي .. لم اعب عليها طعام قط .... لم اقارنها بأحد قط .... أن فكرت يوما اقسوى عليها .... تذكرت حنية ورافة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء .... تذكرت انها الغسالة والطباخة والكناسة لنا .... تذكرت انها السكن الذي نأوي اليه .... فنحس بالدفء والحنان والسكينة ... هل تذكر نصيحتها ل اخواتك عندما كانت تقول لهن ... أن المحافظة على الزوج وعلى البيت .... هو اهم امر في حياة الزوجة ... لذا يا بنيتي لا تجعلي من نفسك ندا لزوجك ولا تنفريه ...... ارضي منه بالقليل سيقدم لك الكثير ... أبتسمي له سيضحك لك ... كوني له أمه سيكون لك عبد ..... أه أه يا ولدي لذكرى ......أمك ... ليتني لم افقدها .... اصبر ياوليدي على توقفي .... فلكل عزيز حق في خنقي بالعبرات ...أمك يا ولدي لم أبخل على علاجها ... فقد تبرعت لها بكليتي ... وعاشت بها عشر سنوات وكانت تعاني مما اعاني منه الان من أحوال محرجه .... الا انني كنت لها المسكن والملبس ولا تظهر للاخرين الا بكامل الصحة والتزين ... فقد بلغت العلاقة التي بيننا درجة المؤدة والرحمة .... وربما ان ذلك لم يكن ليكن لولا انه كان لها السبق في الاهتمام بي وبراحتي وباحترامي ... فقد تملكت عقلي وروحي ..... فعليها رحمات ان اقبل الليل او النهار ..

... نعم يا بني ان دار العجزة فيه من الاهتمام الكثير الى درجة اني رفضت الذهاب مع اخوانك الى بيوتهم عندما يزوروني في الحلم او الخيال .. لاني اخاف ...أبلل فراشهم .... فلا لا لا لا لن اذهب مع احد ابدا .......أريد ..... أبي.... أريد.... أخي.... أريد ... زوجتي .....
.......... مهلا ... ياحاج فأنا لست أبنك أنا الممرض ..... منذ ان قدمت لم يزرك احد ....
حتى اولادي ....... حتى اولادك ......... ولم نجد لك متبرعا للكلية ......
ارجوك ...ارجوكم .. لاتبدلوها ..... لاتعالجوني ... دعوني أموت بنفس موت زوجتي ..... وضعوا لي قبرا ... بجانبها ... لا..لا.. قبرا بجانب قبر أمي ...فلعلها عندما تنزلوني .... أن تحتضني ... فتدثرني بثوب صلاتها الطاهر .........